المضادات الحيوية هي مواد تُستخلص من البكتيريا والفطريات , لها المقدرة على قتل أو تثبيط نمو الميكروبات , وهي أكثر الأدوية شيوعا لعلاج الأمراض المعدية أو مضاعفاتها , ويضيف العلم كل يوم جديدا في مجال المضادات الحيوية , ولمعرفة مدى أهمية اكتشافها فقد وُصفت بأنها معجزة من معجزات الطب الحديث , عند اكتشافها في أربعينيات القرن الماضي , فبعد استخدامها تم القضاء على بعض الأمراض المعدية والحد من أغلبها بشكل كبير , وساهمت في تحسين النمط الصحي للبشرية , ولكن بعد " الإفراط" في استخدامها بدأت مشكلة مقلقة بالظهور ألا وهي مناعة الميكروبات ضد هذه الأدوية وفقد الأدوية لتأثيرها على بعض منها .فبعض المرضى يتناولون المضادات للعلاج من حالات بسيطة – بدون وصفة طبية – لا تستدعي تناول هذا النوع من الدواء , الأمر الذي يحفز مقاومة الجهاز المناعي لها , كما أن الأطباء يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية بصرف هذه المضادات لمرضى الالتهابات الفيروسية – المضادات الحيوية لا تملك تأثير على الفيروسات – أو عدم الاهتمام بإعطاء المضاد المناسب للميكروب المسبب للمرض أو ترك المريض يستخدمها لفترة أطول من الفترة اللازمة . حيث يسهم الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في زيادة مقاومة الجراثيم للأدوية وزيادة عدد الأدوية التي تفقد نجاعتها في علاج الأمراض المُعدية , وتتسبّب ظاهرة المقاومة في إطالة الأمراض وتمديد فترات المكوث في المستشفى ، بل يمكنها أن تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان ، وفي تكبّد تكاليف سنوية تناهز 4 إلى 5 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية و9 مليار يورو في أوروبا .
و لذلك فقد دقت منظمة الصحة العالمية نواقيس الخطر بشأن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية ونتائجه السيئة. وقالت في بيان لها إنه «في حالة الاستمرار في استخدام المضادات الحيوية بلا هوادة ودون اعتبار للضرورات التي يستوجبها هذا الاستخدام، فإن العودة للفترات التي سبقت هذه المضادات غير مستبعد، لأن الجراثيم، وحتى العادية منها، ستصبح قادرة على مقاومة هذه المضادات، مما يجعلها لا تستجيب للعلاج بها وطالبت المنظمة دول العالم باتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة ظاهرة «مقاومة المضادات الحيوية» بوضع خطط وطنية وبتعزيز المراقبة والاستخدام الرشيد للأدوية وتعزيز سبل الوقاية من الأمراض المعدية و يعتبر مناعة الميكروبات ضد الأدوية من المخاوف الأساسية لكن هناك مخاوف أخرى من الاستخدام الخاطئ أو المفرط لها ,فقد يؤذي البكتيريا المتعايشة مع الجسم بشكل طبيعي ولا تؤذي الجسم بل لها بعض الفوائد , ومع تزايد استخدام المضادات أظهرت الدراسات أن البكتيريا الموجودة في جسمنا والتي نتعايش معها تغيرت كثيراً ,
كذلك تزداد فرص إصابة الأطفال بالتهاب الأمعاء، والحساسية، والربو، والسكري من النمط الأول، مع زيادة عدد مرات استخدام تلك الأدوية , وبالطبع فإن الجانب السلبي من تأثيرها سيكون أكبر في المرضى الأطفال , و أخيرا فيُنصح عند الإصابة بعدوى فيروسية الابتعاد عن استخدام المضادات الحيوية و تناول كمية كافية من السوائل و الراحة التامة و قد تُصرف بعض الفيتامينات لمساعدة الجسم على التعافي مع تحيات مدونة ميدسكوب الطبية .. مع تمنياتنا لكم دوام الصحة والعافيه تابعوا جديد شبكة أبونواف على :
للمشاركة قم بإرسال مشاركتك على البريد التالي : abunawafgroups@yahoo.com
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق