من أنا

الاثنين، ٢٧ أغسطس ٢٠١٢

[AbuNawaf] التدين الشكلي

شبكة أبو نواف
البركة
Mobily ws
LE
مجموعة ابو نواف رسائل المجموعة ملتيميديا وصلات خارجية الاعضاء إحصائيات
 
 

التدين الشكلي
كاتب الموضوع :  سلطان العثيم بريد العضو : salothaem@gosi.gov.sa

 
للتعليق ولمشاهدة الموضوع بشكل افضل : http://www.abunawaf.com/post-12644.html

نود إحاطتكم بأن مجموعة أبونواف سوف تنتقل إلى مجموعة بريدية جديدة بخدمات وأسلوب أفضل ان شاء الله وسيتم إيقاف المجموعة الحالية قريباً، نرجو التكرم بالاشتراك وتحديث بياناتك في المجموعة الجديدة على الرابط:
http://eepurl.com/juAf5



    التدين الشكلي

    جمعني وإياه لقاء وهو الخبير في القضايا والمحاكم وأحوال الناس وإصلاح ذات البين
    وطاف بي في رحلة عامرة كاملة الدسم عبر عدد من الأحداث والمسائل والقصص وكان يتسأل ويتعجب ويقول
    فلان ملتزم ولكنه يضرب زوجته بلا رحمه وقضيتها لدينا بالمحكمة
    ثم عرج وقائل فلان المتدين يحرم أهل بيته من المصروف والنفقة وهم في حال لا يصدقه أحد وهم صابرون محتسبون لا يريدون أن يشكوه إلى بلاط القضاء !! ثم سلهم بعينه إلى السماء وقال
    لقد اتصلت بي مساء أمس امرأة مسنة تبكي وتشكي من عدم رؤيتها أحفادها من سنوات
    بسبب أن أمهم التي تدرس البنات الشريعة وأمور الدين وفضائل صلة الرحم قد منعتهم من ذلك !!
    لم يتوقف هذا الحديث ذو الشجون على هذا العتبة بل كان حديثاً متصاعداً في ما يندى له الجبين
    من المظالم والمغارم و السلوكيات والتصرفات التي لا أشك أنه لا يقدم عليها
    من يعلم أنه سيقف أمام ملك الملوك ذات يوم حيث كل نفس بما كسبت رهينة.
    هذا الرصد الطويل للمسلكيات التي يقوم بها من يوصفون مجازاً بالمتدينين
    يحتاج إلى أفق أوسع للنظر وإعطاء الأحكام وتفسير السلوك وقراءة الحالات وتوصيف الممارسات .
    أدركت في قرارة نفسي أن فكرة التدين مشوشة في أذهان العامة
    حيث يغلب عليها الحكم المظهري على الناس فقط وهو في تقديري حكم متعجل يحتاج إلى تفكر وتبصر .
    وتعود الإشكالية في نظري للصورة الذهنية المفتقدة للدقة لوصف المتدين وصفاته
    حيث مازالت تسيطر على الناس فكرة التدين الشكلي
    وأنه هو المعيار الوحيد للحكم على الانسان بفضائل التدين وحمائد السلوك الراقي والرشيد للإنسان المسلم القريب من الله عزفي علاه .
    ضلت فكرة التدين الشكلي حاضرة في عقول الناس وهي معيار الحكم في العمل والتجارة والزواج والتقديم في الصلاة
    وربما قيادة الناس وتوجيههم في نوائب الحياة وعوارض الزمن
    و هذا طبيعي في مجتمعات إسلامية الهوية والمرجعية
    ولكن الذي لا اره طبيعياً ان يكون الحكم متعجلاً على الآخرين بهذا الطريقة التي تتناقض مع الأناة المحمودة شرعاً .
    وهذه الأحكام لها آثارها المستقبلية في تناقض الجوهر الداخلي مع السمت الخارجي
    وهنا يكون الانفصام واضح بين جوهر الشريعة ومقاصدها العظيمة وبين سلوك الإنسان الطبيعي
    الذي يجب أن تتطابق جوارحه مع ما يستقر في جنانه وروحه من قيم ومعتقدات وأفكار حاكمة .
    وعليه فصورة التدين السامية تم اختراقها من خلال بعض ضعاف النفوس الذي لا يبحثون إلا عن الانتفاع أو القبول الاجتماعي
    أو تسير الاعمال أو مجارات السائد العام للمجتمع
    وعليه أصبح قناع التدين مشكلة كبرى يعاني منها المجتمع الذي عرف بأنه مجتمع يغلب عليه الطيبة والسماحة وحسن الظن
    وهي سمات ايجابية لو جمعت مع العمق في التفكير والحكمة في التحرير والتقرير .
    ويبرز لنا في هذا السياق العام النص الشهير لحديث رسول صلى الله عليه وسلم
    " إن الله لا ينظر إلى صوركم و أموالكم ولكن ينظر قلوبكم وأعمالكم "
    رواه مسلم
    وهذا طرح يجب أن يكون موجهاً للمسلمين ومرشد لهم في هذا الأمر الحساس والدقيق من حياتهم
    التي جاء الإسلام ليكون منهج حياة ونظام عمل وخارطة طريق وإطاراً عاماً لمعيشة البشر بتفاصيلها وكلياتها .
    وهذا النص تحديداً يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن الفكرة المركزية للتدين هي التدين العميق الراسخ في ضمائر الناس وعقولهم
    والملهم لسلوكياتهم وأفعالهم الحاكم لضمائرهم
    والمعزز لأعمالهم ومبادراتهم الايجابية والمجدية المرتقي بمعيشتهم المهذب لنزواتهم وأهوائهم والمصلح لأنفسهم .
    تدين يرتقي بالإنسان ومن حوله , ويقربهم إلى الله زلفى
    وليست عباءة ترتدى متى شاء الإنسان وتخلع متى شاء
    بكل أسف حيث يتحول التدين الشكلي إلى عادة أكثر منها أيمان واقتناع واختيار .
    وهذه هي الصورة الحقيقية التي يجب في نظري أن نرسمها للمتدين الحق
    فهو مظهر وجوهر قول وعمل
    ولا يتم الأول إلا ببقاء الثاني واستقراره ورسوخه في جنبات النفس ودهاليز الضمير .
    وهنا يطرق المخيلة سؤال عابر للقارات وهو عن
    أسباب انتشار التدين الشكلي على حساب التدين الجوهري ؟؟
    فهل لأن الأول أسهل من الثاني وأهون على النفس
    أم لأن فكرة التدين الحقيقي لم تصل إلى عقول الناس
    وقلوبهم وضمائرهم بشكل صحيح ومناسب وملائم للنفس البشرية التي تحب التدرج في الصلاح والإصلاح
    و هل نحن نخير في دين الله أم نجبر
    وهل هي ضريبة المجتمعات التقليدية أو أنه ضيق أفق الحرية الشخصية لعب دور في تنميط الناس
    وجعلهم نسخاً من بعضهم البعض رغم أن اختلاف التنوع يعد من ضرورات الحياة وفيه يكون التكامل البشري .
    وبعد أن نعود للشارع الاسلامي وماذا يريد من الإنسان
    فتقف أمامنا على سبيل المثال لا الحصر فكرة التقوى
    والتي وضعها الدين معياراً مهماً للصلاح والتدين
    وهي فكرة يخالط فيها الباطن الظاهر
    ولكن الثاني يلغب على الأول وهو أساس له ومنطلق لأعماله ومخرجاته .
    وهنا أعتقد أن إصلاح المجتمعات وإطلاق فاعليتها وقدراتها يتطلب عملاً أعمق في حقل القناعات والمعتقدات أكثر من الوعظ فقط
    والذي له أثر كبير ولكنه قصير الأجل شأنه شأن أي خطاب عاطفي وهنا تبرز قيمة التوازن بين خطاب العقل والعاطفة في ميادين الدعوة إلى الله
    وهي التي ولا شك تصنع النموذج الإسلامي الحضاري للإنسان
    القوي في فكرة والمطمئن في روحه والمتصالح مع نفسه والمتسق مع حياته والمتعايش مع المتغيرات من حوله .
    إن فكرة التدين فكرة عظيمة في المحتوى والمعاني
    ولكنها ظلمت عندما تعاطينا معها بسطحية
    وظلمت مرة أخرى عندما حُولت إلى أشكال وملابس وازياء مفرغة من أي مضمون سامي .
    وهي لعمري أنها فكرة عظيمة ملهمة نستطيع من خلالها أن نبهر العالم بأخلاقنا ورقينا ونجاحنا في أعمالنا ومشاريع حياتنا
    وصدق جنانا وتطابق دواخلنا من ظاهرنا الذي هو عنواننا الذي يقرأه الناس من أول وهلة .
    إن المشروع النهضوي والحضاري الإسلامي معلق بجيل يتعاطى مع الدين على أنه
    وقود الحياة ودستور للعمل ونظام بشري ملهم و حاكم أكثر من كونه طقوس يومية
    يتعامل البعض معها على أنها عبئ أكثر من كونها جرعات يومية لبناء الانسان المسلم النموذجي
    الذي اراده الله ونفخ فيه من روحه واعطاه فرصة العيش والحياة على هذا الكوكب .
    هل نفكر قليلاً أن التدين الحقيقي يجعلنا أقل ظلماً وأكثر عدلاً
    أكثر سماحة وأقل غلاً , أكثر حباً وأقل حقداً , أكثر وسطية وأقل تشدداً أكثر إيماننا وأقل ارتباك
    تدين يٌعمل العقل ويتأمل النص , تدين يوازن بين الروح والعقل والجسد , تدين
    يعمر الدنيا ويستثمر عيشها ويجعل من رحلة الحياة وقود الفوز لرحلة السرمد في الآخرة .
    هل نجعل من التدين جوهره ومظهرة باعثاً للأمل فينا والتوازن والسعادة والتألق
    هل نجعل من التدين الحقيقي باعثاً للصدق والجد والمثابرة والكفاح .
    في أيامنا هذه بالذات نحن نحتاج إلى
    أن نفكر كثيراً في سؤال كبير علينا أن نسأله أنفسنا وهو
    ما هو الإنسان الذي أراده الله أن يكون خليفته في الأرض وهل انت ذلك الإنسان الذي أراده الله ؟؟

    .....

    سلطان بن عبدالرحمن العثيم
    مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
    باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة

    ايميلي
    مدونة نحو القمة
    أسعد بقربي من عالمكم الجميل عبر
    صفحتي على الفيس بوك
    تويتر


    تابعوا جديد شبكة أبونواف على :

             

    للتعليق على الموضوع او مشاهدة التعليقات الاخرى : http://www.abunawaf.com/post-12644.html
    عدد المنتسبين الى مجموعة أبو نواف : 672,931

    للمشاركة قم بإرسال مشاركتك على البريد التالي :
    abunawafgroups@yahoo.com

    الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي

        شاهد في اقسام الملتيميديا أيضا  
    فيديو - هذا اللي جاب العيد لنفسه
    هذا اللي جاب العيد لنفسه
    فلاش - وآخر خضار العمر الأول جفافه
    وآخر خضار العمر الأول جفافه
    صور - برج بيزا .. فرع القاهرة
    برج بيزا .. فرع القاهرة
    صور - ذابحته الرومانسيه
    ذابحته الرومانسيه
    صور - شبشب مطور للأمهات
    شبشب مطور للأمهات
        اقسام الملتيميديا  
     

    العاب فلاش | ملفاتمقاطع بلوتوثصوتصورفلاشمقاطع فيديومنوعات

     

       
        مواضيع أخرى لكاتب الموضوع سلطان العثيم  
      البحث عن الذات
    سارق الأحلام !!
    إنسان القبر .. وإنسان القمر !!
    قصة كفاحك تلهمنا
    اصنع نيتك ..
     

        اخر عشر مواضيع ارسلت للمجموعة   
      الرسم بالأصابع: لوحات تجاوزت الإبداع
    صور : رجل يعيش وحيداً في جزيرة بعد خسارة أمواله في الأسهم
    أماكن غريبة تختبئ بها البكتيريا بالمنزل‎
    إضاءات من طبيعة تركيا | تايم لابس‎
    كيفية الحصول على انترنت بدون بطء أو تقطيع مع طريقة التسليك‎
    رداً على استفزازات الطلاب للموظفين : صور فصول دراسية من كل مكان
    صور : الرسم على القضبان
    مجاراة قصيدة ( أم حمدان )
    فلم قصير : فله مثل أجرهـ
    هو أم فعله‎
     
      شبكة ابو نواف2000-2012
    قوانين الشبكة •  الخلاصات RSSالملف الصحفي
     
    *إخلاء مسؤولية :
    هذه الرسالة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن وجهة نظر شبكة أبو نواف، ولا تقع علينا أدنى مسؤولية جراء أي خسارة أو ضرر، بما في ذلك ودون تحديد الضرر المباشر أو غير المباشر، أو أي ضرر أو خسارة من أي نوع تنشأ عنه هذه الرسالة أو محتواها من حيث الاستخدام أو الإرسال أو الاستقبال أو التعديل على المحتوى بالحذف أو التغيير أو الإضافة أو الاعتماد على محتواها. ووجود شعار شبكة أبو نواف على المواد التي تحويها الرسائل يعني تحميلها على خوادم الشبكة فقط، ولا تعني بالضرورة أن شبكة أبو نواف تملك هذه المواد بشكل كامل.
    كما أن جميع خدمات شبكة أبو نواف بدون استثناء لا تتحمل مسؤولية أي استخدام غير قانوني بواسطتها. وعلى الرغم من أن الرسائل الإلكترونية يتم فحصها مسبقا من قبل الشبكة للتأكد من سلامتها من أي فيروسات او ملفات تجسس؛ إلا أنه من مسؤولية المتلقي التأكد من خلو البريد والمرفقات منها، وشبكة أبو نواف تخلي مسؤوليتها تماماً عن أي أضرار أو خسائر قد تنتج من الاستخدام الخاطئ أو وجود الفيروسات أو ملفات التجسس المرسلة من خلال رسائل أو خدمات الشبكة الإلكترونية.
    Disclaimer:
    This E-mail represents the views of its author only and does not necessarily reflect the opinions of AbuNawaf Network. We do not assume responsibility for any loss, damage (including direct, indirect, punitive, special, or consequential loss or damage), which you may directly or indirectly suffer from this email or its contents or through the ways of handling this email which includes sending, receiving, replying, forwarding, deleting, saving or changing and adjusting its content in any way.
    The existence of AbuNawaf logo on any material you receive means that it has been uploaded on the network servers, and does not necessarily mean that AbuNawaf network owns these materials either partially or fully. In addition, any service that is provided by and/or through AbuNawaf network, without exception, does not take any responsibility for any illegal use through them either by negligence, misconduct, misuse and/or abuse. And even though our network checks and scans all e-mails to make sure it is safe and does not contain any viruses,Trojans or Spywares , it is also the responsibility of the recipient to ensure that the e-mails and attachments therein are free of any danger, and AbuNawaf network will take no responsibility for any damages or losses that may arise as a result from the misuse or the presence of viruses or spyware sent through messages or web services.*

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق