من أنا

الخميس، ٥ يناير ٢٠١٢

بعد تكرار سرقة مواضيع عالم الإبداع: رسالة إلى من يهمه الأمر!

بعد تكرار سرقة مواضيع عالم الإبداع: رسالة إلى من يهمه الأمر!


يتساءل الكثيرون دائماً عن سبب عدم تطور المحتوى العربي على الإنترنت. وأبدأ إجابتي عن هذا السؤال بفيديو أرسله لي أحد الأصدقاء صباح اليوم:

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا لزيارة الموضوع

الفيديو هو مقطع من أحد البرامج التليفزيونية الشهيرة وما يحويه هو موضوع منقول بصورة تكاد تكون حرفية من أحد مواضيعي السابقة: إمبراطورية سامسونج: حقائق وأرقام مدهشة عن شركة بدأت بحلم رجل يبيع الأرز والسكر !!
صحيح أن ما استخدمته من معلومات في هذا الموضوع هي حقائق عامة يمكن لأي كان الوصول لها عبر شبكة الإنترنت، لكن استخدامه لمقارنات قمت بها بنفسي وجمل قرأها مقدم البرنامج من الورقة التي أمامه بنفس الكلمات والتعبيرات التي استخدمتها لم يترك لي أي شك في أنه يقرأ ما كتبت وليس أي معلومات عابرة!
ليست هذه هي المرة الأولى للأسف التي أشاهد فيها عن طريق المصادفة موضوعاً كتبته وتم أخذه كما هو في أحد البرامج التليفزيونية دون أي ذكر للمصدر، فشاهدوا مثلاً هذا البرنامج المنقول أيضاً بصورة "حرفية":

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا لزيارة الموضوع

وهذا هو الموضوع الذي كتبته: أغرب 10 نباتات في العالم

استمع إلى التعليق وتابعه عبر الموضوع المكتوب!!.. لم تكلف المعدة نفسها حتى تغيير بعض الكلمات والجمل فنقلت ما هو مكتوب حرفياً!
ومن المواقف المؤسفة التي أضحكتني بقاعدة "شر البلية ما يضحك" هي أني فوجئت ذات مرة بينما كنت أتابع نشرة الأخبار على قناة شهيرة بأن ما تقوله المذيعة يبدو مألوفاً جداً بالنسبة لي لأفاجأ أنه كذلك لأني من كتبته!!، لدرجة أني سارعت إلى جهاز الكومبيوتر وفتحت موضوعي لأقرأ معها ما تقول!
لا تقتصر تلك المأساة على الإعلام المرئي بل تنتشر أيضاً في الإعلام المكتوب كهذا الموضوع المنقول بصورة "حرفية" في جريدة الرأي الأردنية الشهيرة: أخطر 10 مخلوقات في العالم

والذي يمكنكم مشاهدة أصله في عالم الإبداع على هذا الرابط: أخطر 10 مخلوقات في العالم

تلاحظون هنا أيضاً أن الناقل لم يكلف نفسه جهد تغيير أي شيء، ولاحظ التنبيه المكتوب أعلى الموضوع والذي لا أعلم هل أصفه بالمضحك أم بالمبكي: تنبيه: يحظر النقل أو إعادة النشر بأي وسيلة إلا بعد الحصول على الموافقة المسبقة على ذلك من صحيفة

وبالمثل غيرها من الجرائد والمجلات التي ما عدت أذكرها لكثرتها، وهو ما اكتشفته بالمصادفة وما خفي كان أعظم!

وإذا قَدّمت بالإعلام المرئي والمكتوب الأكثر احترافيةً فلكم أن تتخيلوا حجم الكارثة التي توجد في مواقع الإنترنت كالمنتديات والمدونات الأخرى. ويكفي أن تبحث باسم أي موضوع ينشر في عالم الإبداع لترى عدد النتائج الهائلة لنسخه. وبالطبع جزء كبير منهم يدعي أنه كاتبه ويسعد بتلقي الثناء على مجهود يعلم أنه سرقه!
ولنأخذ مثلاً موضوع سامسونج الذي ذكرته في البداية حين تحاول البحث بنفس عنوانه على جوجل:

ما يقارب 100,000 نتيجة بحث لروابط منقولة "حرفياً" لموضوع حديث منشور منذ عدة أيام فقط، ولكم أن تتخيلوا كم سيبلغ هذا الرقم بعد أسابيع أو أشهر.
قام بزيارة الموضوع في عالم الإبداع 22,000 شخص وهو رقم جيد نسبياً بحمد الله في أيام قليلة لموضوع منشور في مدونة عربية، لكن لو افترضنا أن كل موضوع من المواضيع المسروقة قرأه 10 فقط سيكون لدينا فعلياً "مليون" قارئ للموضوع على شبكة الإنترنت حتى الآن، فتخيلوا معي أي تأثير يمكن أن يحدثه ذلك على عالم الإبداع لو قدّر كل ناقل ما بذل من مجهود في كتابة الموضوع وأشار لمصدره في عالم الإبداع.
وتخيلوا أي تأثير سيحدثه ذلك عليّ ككاتب للموضوع أو على أي شخص يكتب موضوعاً فيحقق هذا الانتشار، وأي نتيجة يمكن أن تظهر في مواضيعي الأخرى وفيما أقدمه عبر عالم الإبداع.

تخيل معي عزيزي القارئ أن تبذل مجهوداً في عمل قد يستغرق التحضير له عدة ساعات تأخذها من وقتك وجهدك، ليأتي شخص لا تعرفه فيقوم "بنسخ" عملك كما هو في ثواني لينشره باسمه أو يستخدمه في عمله الذي يتلقى عليه أجراً!
أيُّ معنى إذاً لاستمرارك فيما تفعل إذا كانت النتيجة هي أن محصلة مجهودك سيحصدها شخص غيرك؟!

لاحظ أن ما يجعل أي موقع أجنبي شهير للدرجة التي نراها اليوم لم يكن سوى قاعدة بسيطة: لا ينقل أي شخص أي محتوى منه دون أن يذكر المصدر، لذا يسهل كثيراً حين تتابع مصادر أي خبر على موقع أجنبي أن تصل لأول من نشره.
أما لدينا فحاول البحث عن أي خبر وستجد النتيجة مؤسفة لدرجة مضحكة! .. آلاف وربما ملايين نتائج البحث التي تقول جميعها أنها مصدر الخبر، بل وتصل الوقاحة بأصحابها لحد وضع تنبيه بعدم نقل الموضوع دون ذكر المصدر!

هذه بعض الرسائل التي أرجو أن تصل إلى أصحابها:

رسالة إلى معدي البرامج التليفزيونية وكتاب الجرائد والمجلات:

يفترض (بحكم عملكم) أنكم أكثر من يدرك حجم وطبيعة المجهود الذي يتم بذله لكتابة هذه المواضيع والتأكد من صحة معلوماتها، لذا أرجو أن تكونوا أكثر من يقدر قيمة هذه المواضيع بذكر مصدرها لتقدير مجهود من قام بكتابتها. ليست لدي أي مشكلة في استخدام أي محتوى من الموقع طالما أنك تكتب المصدر، وراسلني بالفعل عدة محررين ومعدي برامج يطلبون فيها الإذن باستخدام المحتوى مع ذكر المصدر ورحبت بذلك، أما أن تقوم بعملك الذي تتلقى عليه أجراً بأن تسرق مجهود الآخرين فهو أمر نرفضه، وهو تصرف لا يمكن وصفه بأي تعبير سوى أنها سرقة لا أظنك ترتضيها لنفسك.

رسالة إلى كتّاب المنتديات والمدونات:

ما تنقله في ثواني باستخدام Ctrl + C و Ctrl +V استغرق من كاتبه وقتاً ومجهوداً للبحث عن الموضوع وكتابته بالعربية، وقد يحوي الموضوع حقائق وأرقام استغرق جمعها ساعات وربما أيام من صاحبها. لذا بأي منطق تقبلها على نفسك فتقوم بسرقة مجهوده بكل بساطة لتقبل على نفسك رسائل الشكر والثناء على شيء لم تفعله؟!

صحيح أن بإمكان أي شخص أن يفعل ما يشاء، لكن تذكر: كما تدين تدان!

رسالة إليك عزيزي القارئ:

لم ينجح لصوص المواضيع سوى بدعمك لهم وتشجيعك لموضوع تعلم أنه منقول دون أن يذكر كاتبه من أين نقله!
ضع عزيزي القارئ في اعتبارك عند قراءة أي موضوع أن ما تشاهده من كلمات ومعلومات أخذت وقتاً وجهداً من شخص حرص على نقلها إليك، وبالتأكيد من فعل ذلك ليس من نسخها وكتب أسفل منها "منقووووول" أو من كتب موضوعاً دون ذكر مصدره وكأنه ألّف معلوماته من ذاكرته أو التقط صوره بنفسه!
لذا إن أردت أن ترى محتوى عربي راقي ادعم حق النسخ وادعم من بذل مجهوداً حقيقياً في كتابة هذا المحتوى لأنه وحده من سيستطيع الرقي بالمحتوى العربي لينتشله من أصحاب "منقووووووول" ومن شابههم.

وختاماً أود التأكيد على حقيقة هامة:

صحيح أن ما يحدث محبط جداً لدرجة قد تدفع الشخص أحياناً لكره عمل أي شيء حتى لا يسرقه غيره، لكننا مستمرون فيما نعمل لأننا نؤمن بما نفعل ونؤمن بأننا نحمل رسالة للرقي بالمحتوى العربي بتقديم محتوى شيق ومفيد. لا أبحث ولا يبحث أصدقائي من كتاب عالم الإبداع وأصدقائنا من المواقع الشبيهة عن تقدير زائف لأننا نستمتع بما نفعل، لكن كل ما وددت إيصاله من خلال هذا الموضوع هو هذه الحقيقة التي يجب أن يعيها كل فرد فينا:

لن يرقى المحتوى العربي على الإنترنت دون أن يحصل كل صاحب حق على حقه!

أرجو منكم نشر هذا الموضوع بين من تعرفون عسى أن يصل إلى من يهمه الأمر!.. وشكراً على دعمكم الدائم..


--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة البريدية لعالم الإبداع.
لمراسلة مدير هذه المجموعة ارسل رسالة إلى: contact@ibda3world.com
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة ارسل رسالة إلى: ibda3group+unsubscribe@googlegroups.com
لمزيد من الاختيارات يمكنك زيارة موقع المجموعة:
http://groups.google.com/group/ibda3group?hl=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق