الكاتب / حسن الأشرف |
الوليد بن المغيرة في بضع آيات عظيمات
لا يتسع المجال لذكر جميع من تجبر في الأرض و استكبر و عتي عتوا كبيرا
لكن على سبيل المثال هناك الوليد بن المغيرة المخزومي الذي نزلت في حقه سبع بضع آيات من سورة المدثر:
" ذرني و من خلقت وحيدا و جعلت له مالا ممدودا و بنين و شهودا و مهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا انه كان لآياتنا عنيدا، سأرهقه صعودا"
و قد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرا قوله تعالى:
" حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب و قابل التوبة شديد العقاب ذي الطول"
فتفطن النبي صلى الله عليه و سلم أن الوليد المخزومي يستمع إليه فأعاد القراءة و قد أخذت بمجامعه هذه الآيات فذهب إلى قومه و قال لهم: و الله لقد سمعت من محمد كلاما !!
ما هو من كلام الإنس و لا هو من كلام الجن
و الله إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة و إن أعلاه لمثمر و إن أسفله لمغدق و انه يعلو و لا يعلى عليه.
و لكن رغم هذا الاعتراف فقد تنكر للقران و تجبر و طغى و تطاول على رسول الله صلى الله عليه و سلم و طعن فيه و في صدقه
فجاء الرد الإلهي بقوله سبحانه:" ذرني و من خلقت وحيدا" إلى آخر الآية. و هي عبارة عن تهديد ووعيد
و الصفات التي منحه الله تعالى إياها بان جعل له مالا ممدودا و قد كان غنيا و له أراضي شاسعة
و يقال له أن له بستانا لا تنفذ ثماره صيفا و شتاء و له من الأموال ما لا يتصوره احد
ووصف القران بان له بنين شهودا أي حاضرين في المحافل و الأندية.
كما قال المولى سبحانه و مهدت له تمهيدا أي منحت له كل ما أراد ووطأت له الأمور جميعها و سهلت له الأشياء تسهيلا و هو وصف عام
و يشمل سائر المنح الدنيوية و حتى الخلقية فكان جميل الصورة إلى أن سماه قومه: ريحانة قريش.
و بعد كل هذا المجد الدنيوي قال تعالى:" ثم يطمع أن أزيد كلا " الاية و من هذا الزجر و التهديد و الوعيد
توقفت الزيادة في ماله و أصبح النقص يدب شيئا فشيئا و تتلاشى أمواله لأنه كان لآيات الله عنيدا متجبرا متكبرا ظانا أن ذلك من جهده
و ما هو إلا من عند الله و قد مات فقيرا معدما و في الآخرة قال المولى:" سأرهقه صعودا" ساحله عذابا منسوبا إلى صعود جبل في جهنم
على اصح الأقوال يصعد فيها الآثم المعاقب و لا يصل إلى أعلاه و يسقط بين الفينة و الأخرى ثم يعاود الصعود و هكذا..
و العبرة من هذه الآية أن من أغواه المال أو الجاه أو النسب أو السلطة أو من أغواه علمه و قوته مع ارتكاب المعاصي و مختلف الشرور مصيره الويل و الثبور
و المثال الذي رأيناه الوليد بن المغيرة الذي أخذه الخالق أخذا وبيلا و أيضا فرعون و قارون و كل من يشبههم في طغيانهم و تجبرهم في سائر الأزمنة، فان الله يمهل و لا يهمل، و لابد من يوم يأتي الموت إلى هؤلاء الجبابرة أما يوم لقاء الله فهماك ما لا يمكن تخيله من سوء العذاب و هذا مآل أرباب الكبر و الجبروت على حد تعبير الأستاذ علي العلوي من المغرب. فلنأخذ العظة و الدرس من القرآن الكريم، و لنكون أكثر تواضعا و تسامحا و ليونة لعل الله يرحمنا بفضله و مننه .
بقلم الصحفي والكاتب/ حسن الأشرف
لا يتسع المجال لذكر جميع من تجبر في الأرض و استكبر و عتي عتوا كبيرا
لكن على سبيل المثال هناك الوليد بن المغيرة المخزومي الذي نزلت في حقه سبع بضع آيات من سورة المدثر:
" ذرني و من خلقت وحيدا و جعلت له مالا ممدودا و بنين و شهودا و مهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا انه كان لآياتنا عنيدا، سأرهقه صعودا"
و قد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرا قوله تعالى:
" حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب و قابل التوبة شديد العقاب ذي الطول"
فتفطن النبي صلى الله عليه و سلم أن الوليد المخزومي يستمع إليه فأعاد القراءة و قد أخذت بمجامعه هذه الآيات فذهب إلى قومه و قال لهم: و الله لقد سمعت من محمد كلاما !!
ما هو من كلام الإنس و لا هو من كلام الجن
و الله إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة و إن أعلاه لمثمر و إن أسفله لمغدق و انه يعلو و لا يعلى عليه.
و لكن رغم هذا الاعتراف فقد تنكر للقران و تجبر و طغى و تطاول على رسول الله صلى الله عليه و سلم و طعن فيه و في صدقه
فجاء الرد الإلهي بقوله سبحانه:" ذرني و من خلقت وحيدا" إلى آخر الآية. و هي عبارة عن تهديد ووعيد
و الصفات التي منحه الله تعالى إياها بان جعل له مالا ممدودا و قد كان غنيا و له أراضي شاسعة
و يقال له أن له بستانا لا تنفذ ثماره صيفا و شتاء و له من الأموال ما لا يتصوره احد
ووصف القران بان له بنين شهودا أي حاضرين في المحافل و الأندية.
كما قال المولى سبحانه و مهدت له تمهيدا أي منحت له كل ما أراد ووطأت له الأمور جميعها و سهلت له الأشياء تسهيلا و هو وصف عام
و يشمل سائر المنح الدنيوية و حتى الخلقية فكان جميل الصورة إلى أن سماه قومه: ريحانة قريش.
و بعد كل هذا المجد الدنيوي قال تعالى:" ثم يطمع أن أزيد كلا " الاية و من هذا الزجر و التهديد و الوعيد
توقفت الزيادة في ماله و أصبح النقص يدب شيئا فشيئا و تتلاشى أمواله لأنه كان لآيات الله عنيدا متجبرا متكبرا ظانا أن ذلك من جهده
و ما هو إلا من عند الله و قد مات فقيرا معدما و في الآخرة قال المولى:" سأرهقه صعودا" ساحله عذابا منسوبا إلى صعود جبل في جهنم
على اصح الأقوال يصعد فيها الآثم المعاقب و لا يصل إلى أعلاه و يسقط بين الفينة و الأخرى ثم يعاود الصعود و هكذا..
و العبرة من هذه الآية أن من أغواه المال أو الجاه أو النسب أو السلطة أو من أغواه علمه و قوته مع ارتكاب المعاصي و مختلف الشرور مصيره الويل و الثبور
و المثال الذي رأيناه الوليد بن المغيرة الذي أخذه الخالق أخذا وبيلا و أيضا فرعون و قارون و كل من يشبههم في طغيانهم و تجبرهم في سائر الأزمنة، فان الله يمهل و لا يهمل، و لابد من يوم يأتي الموت إلى هؤلاء الجبابرة أما يوم لقاء الله فهماك ما لا يمكن تخيله من سوء العذاب و هذا مآل أرباب الكبر و الجبروت على حد تعبير الأستاذ علي العلوي من المغرب. فلنأخذ العظة و الدرس من القرآن الكريم، و لنكون أكثر تواضعا و تسامحا و ليونة لعل الله يرحمنا بفضله و مننه .
بقلم الصحفي والكاتب/ حسن الأشرف
لإرسال رساله إلى المجموعة
groupabuliyan@gmail.com
الرئيسية | فيديو | توب تن | غرائب | إعلن معنا | إلغاء الاشتراك | جميع الحقوق محفوظة - مجموعة ابوليــان البريدية - 2011 - |
إخلاء مسؤولية :
هذه الرسالة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن وجهة نظر مجموعة ابوليان ولا تقع علينا أدنى مسؤولية جراء أي خسارة أو ضرر من أي نوع تنشأ عنه هذه الرسالة أو محتواها من حيث الاستخدام أو الإرسال أو الاستقبال أو التعديل على المحتوى بالحذف أو التغيير أو الإضافة أو الاعتماد على محتواها. ووجود شعار مجموعة ابوليان على المواد التي تحويها الرسائل يعني تحميلها على خوادم الموقع فقط، ولا تعني بالضرورة أن مجموعة ابوليان تملك هذه المواد بشكل كامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق