مواضيع جديدة وحصرية على شبكة أبو نواف: كل عام و أنتم بخير و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال بمناسبة شهر رمضان المبارك سوف نخصص هذا الموضوع لمسجد أبي وقاص التاريخي في مدينة جوانزو بجنوب الصين , بعد تجديده أو إعادة بنائه بالأصح و بجهود عربية قوية ساهمت في بناء صرح معماري مميز و سط حديقة منسقة و جميلة و تحفها أضرحة المسلمين الذين ماتوا هناك على مر التاريخ الإسلامي في المدينة العريق , دون إغفال أن تواجد العرب يعود إلى ما قبل الإسلام بوقت طويل حين أسس العرب القادمين من جنوب الجزيرة العربية و تحديدًا من اليمن و عمان جاليات عربية تجارية في المدينة عبر السفن البحرية , دون إغفال وجود وفود عربية من مناطق أخرى كالعراق في عموم الصين . و من أبرز من مروا على المدينة الرحالة العربي الشهير بن بطوطة في رحلته الشهيرة حول العالم القديم .
بداية الإنطلاقة
تقع الروضة في شارع خوانشي شي بالقرب من محطة القطارات الغربية و على مشارف حديقة يو شيو الكبيرة أو بجانب معرض جوانزو القديم أمام المدخل رقم 6 , من الشارع الرئيسي ترى مدخل البوابة المصمم بطريقة إسلامية تميزه عما حوله من مبانٍ دون نسيان الطابع الصيني المميز .
مدخل الروضة من الشارع الرئيسي
الروضة بنيت على تلة تحوطها الأشجار و النباتات لتشكل غابة صغيرة بعهدٍ قديم لدرجة أن الروايات الصينية الإسلامية تشير إلى أن الروضة نسبت للصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الذي بعثه الرسول عليه الصلاة و السلام في بعثة مع مجموعة من الصحابة للصين في عهد الإمبراطور تاي سونغ 626-649 م , ثم توفي و مات في الروضة , مع الإشارة إلى أن قبر الصحابي الجليل يقع في المدينة و لم تذكر كتب السير أنه زار الصين مطلقًا . لكن نسبة الروضة للصحابي سعد بن أبي وقاص لا ينفي صحة دخول الإسلام في وقت مبكر لمدينة جوانزو بشكلٍ لم يعد أحد يستطيع تأكيد التاريخ الصحيح لدخول الإسلام أو تاريخ بناء الروضة , لكن هناك نصب تم تجديده في بدايات القرن التاسع عشر في عهد الإمبراطور جاتشينغ 1796- 1820 م , من أسرة تشين , و تحديدا في السنة السابعة من حكمه و تشير إلى مذبحة وقعت للمسلمين إثر تمرد وقع في عام 875 م , راح ضحيته الكثير من العرب و المسلمين .
دور العرب مرة أخرى في بناء الروضة
يبدو أن الحكومة الصينية عبر الجمعية الإسلامية الصينية التي تدير الشؤون الإسلامية في المدينة تعلم بدور العرب عبر التاريخ في بناء الروضة خاصةً وبقية المساجد العريقة في مدينة جوانزو تحديدًا أكبرها مسجد هوايشينغ ( الشوق إلى النبي ) في شارع جوانغتا ( المنارة ) نسبة لمنارة المسجد العريقة و المختلفة عن الطرز المعمارية الصينية , و خمسة مساجد أثرية قديمة .
لذا و قبل انطلاق دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في مدينة جوانزو في أكتوبر 2010 م , و في إطار استعداد المدينة و تجهيزها لاستقبال وفود العالم و من ضمنهم المسلمين فقد عمدت الحكومة الصينية لإعادة بناء الروضة و جعلها تتسع للعدد الكبير المتوقع لحضور فعاليات البطولة من قبل المسلمين خصوصًا .
و قد قامت الحكومة بتعويض أصحاب المساكن التي تقع في حدود الروضة بمبلغ وصل لـ ( 56 مليون يوان صيني ) الدولار يساوي 6.42 يوان في الوقت الحالي . و اجتمعت مع وفد من الجاليات العربية عبر ممثلي الجمعية الإسلامية و عرضت عليهم فكرة أعادة بناء و ترميم الروضة عبر الجاليات العربية و قدمت لهم رسومات و تصاميم المشروع الجديد .
و كان وفد من الجالية العربية يضم كلا من أحمد حسين اليافعي من اليمن و سميح قرقش من الأردن وعادل الطالبي من ليبيا و الحاج معتز من مصر ودياب متيني من سوريا و سليم القدَسي من اليمن و من الجانب الصيني الشيخ عبدالله وان رئيس الجمعية الإسلامية . و تم تكليف الأستاذ أحمد حسين اليافعي بهذه المهمة و تم عمل بروشور للتصاميم الخاصة بالمسجد و الروضة و شرح كل مايتعلق بالموضوع , و كان العرب بالفعل على قدر المسؤولية و على نهج الأجداد حيث جهزت الجالية العربية و بعض العرب من غير المقيمين مبلغ خمسة عشر مليون يوان صيني قدموها للجانب الصيني إلى جانب تبرعات أخرى صغيرة من بعض الجاليات الإسلامية الأخرى , و نود الإشارة لبعض اللمحات الجميلة حيث تبرع أحد العرب المسيحين بمبلغ من المال و أخرى شيعية بمبلغ بسيط لدعم مشروع إعمار المسجد , بعد 630 عامًا من إنشاء آخر مسجد في مدينة جوانزو .
صورتان ضوئيتان للبروشور الذي تم إعداده لجمع التبرعات وشرح المشروع
يا حبذا المسجدُ من مسجدٍ وحبذا الروضة َ من مشهدِ
الأبيات تصف المسجد النبوي و الروضة النبوية الزكية لكني وجدتها مناسبة من باب الإستدلال لا التمثيل , تواجهك بوابة الروضة من شارع خوانشي شي بطرازها المميز و الجميل بأسلوب جميل و مميز .
مدخل الروضة من الشارع الرئيسي
فور دخولك من البوابة الرئيسة تنتقل فجأة من عالم إلى آخر , من عالم السيارات و الجسور و الضجيج الصناعي إلى عالم هاديء جميل تحيطه الخضرة من كل مكان و في كل مكان , الأشجار الباسقة و الإخضرار الطبيعي يملأ المكان , فيكسوك من بهائه ما يملأ قلبك يقينًا و يزيدك طمأنينة و أنت داخل في أعتق المساجد بالصين .
ممر يقود إلى الروضة ثم المسجد
لا ينبغي عليك أن تكون صوفيًا لكي تستشعر قدر أهمية المكان من أضرحة المسملين المنتشرة في المكان مباشرة على يسارك و أنت تمر عبر الطريق الحجري المرصوف بعناية و أهمية و تظله أشجار منوعة و باسقة تملأ المكان بعدًا جميلا آخر , فالبعد التاريخي و دور المسلمين في هذا المكان القصيّ بعيدًا عن دعم المسلمين في بقية أصقاع الأرض , و في مراكز التأثير الإسلامية تجاه بلد كانت تضرب به الأمثال للدلالة عن البعد و النأي .
أفنى القرون وأفنى كل ذي عمر كذلك الموت يفني كل ما فيه
بعض أضرحة المسملين في باحات المكان
نستمر في سيرنا و كأننا لم نتحرك قيد أنملة و كأن المشهد ثابت , فالأشجار تظلنا أينما سرنا و تحفنا أينما مشينا في ذات الطريق المرصوف بحجارة يشد بعضها بعضًا لعلّها تذكر المسلمين الداخلين إلى المكان بما يجب أن يكونوا عليه , كما كانوا ذات يوم عليه . لكنها هذه المرة بأشجار الموز العريضة .
نفس الطريق بنفس المتعة يقودنا للروضة
ورقة من شجرة موز غزتها قطرات الندى لكي تبعث فيها الحياة
تبدأ الروضة في الظهور و هي تشي بتاريخ عريق في هذه المدينة شهدت خلالها بداية الإسلام و تزايد المسلمين الذين وجدوا فترات مد لاقوا فيها معاملات حسنة و خاصة في تشاريعهم و قوانينهم و فترات جزرٍ وصلت للقتل و ارتكاب المذابح كما تكشف هذا بعض النصب الحجرية , و هي فترات قليلة خلال عمر طويل و فتيّ .
جدار الروضة على الجهة اليسرى يشي بما يمكن أن يملأ قلبك
نقترب أكثر من ذي قبل من حدود الروضة , حيث يرقد ( أبو وقاص ) الذي ترك أرضه و ماله قادمًا لهذه الأرض يبعث فيها نور الإسلام و يشيد المساجد , لم ينشيء مسجده هنا , بل كان مسجد ( هوايشينغ ) . لكن موته في هذا المكان و على أرض هذه التلة الجميلة جعل المسلمين كعادتهم في قديم الزمان - في تقديس الصالحين منهم - يبنون بجانبه مسجدًا سمي باسمه ( أبو وقاص ) و لسان حالهم يقول :
أحب الصالحين و لست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
و أكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواءًا في البضاعة
مدخل الروضة يبدو جليًا للعيان و في أعلاه بخط عربي و صيني توضيح المسمى
ساحة الروضة كما تبدو من البوابة الخشبية الجميلة
تدخل إلى الساحة المربعة أضلاعها غرف للإدارة و حمامات وضوء للرجال و للنساء و غرف أخرى و في إحدى الجدران مدخل للروضة حيث ضريح أبي وقاص و في الجهة المقابلة لذلك المدخل تقع بوابة أخرى تقودك للمسجد الجديد عبر ممر طويل محاط بالأشجار و مرصوف بالأحجار و في وسط الساحة تجد استراحة مضللة من الرخام الصيني مع الكراسي .
البوابة التي تقود لضريح أبي وقاص الذي يظهر من بعيد بلونه الأخضر
الممر الذي يقود للضريح مبني بالطراز الصيني التقليدي
الضريح مطلي باللون الأخضر المعروف في الأبنية الإسلامية , و الضريح من الداخل ليس كبيرًا و يحتل جزء كبير منه هيكل الضريح و تغطيه عدد كبير من الأغطية كعادة الأضرحة الإسلامية و تحيط به مجموعة من المصاحف القرآنية و الكتب الإسلامية .
الضريح من الجهة اليمنى و سط الفناء و الأشجار من حوله
يقع الضريح في فناء صغير مليء بالأشجار المرتبة و المعتنى بها و كذلك الأضرحة المنتشرة حول الضريح من اليمين و اليسار و كثير منها مكتوب على شهوادها باللغة العربية و بأسماء عربية .
مدخل الضريح يبدو من خلاله الضريح و تعلوه لافتة بالعربية و الصينية
الضريح من الداخل و كانت هناك امرأتان يبدو عليهما من الهند تقرآن القران , لم تظهرا في الصورة
لم أشاهد أية ملامح مخالفة كما هي العادة في أماكن الأضرحة الإسلامية لكني وجدت أن أرضية الضريح مفروشة بسجادات الصلاة لكني لم أشاهد أي شخص يصلي هناك , و أرجو أن يتم تلافي هذا و التنبيه عليه .
جانب من الفناء أمام الضريح و تظهر بعض الأضرحة من خلاله
بعض من شواهد القبور مكتوبة باللغة العربية و محفورة بالحجر أو الرخام , و تحمل أسماء عربية و جميعها مبنية على الطراز الصيني الجميل ..
و في ختام جولتنا في فناء الروضة التقطت لكم هذه الشجرة الباسقة خلف الضريح تمامًا ..
بعد خروجنا من الروضة من الجهة المقابلة باتجاه المسجد يقع في الجهة اليسرى من فناء الروضة من الخارج تلة صغيرة تضم عددًا من الأضرحة الأخرى لمسلمين عاشوا و ماتوا على هذه الأرض .
بوابة المقبرة التي تقع خارج الروضة على الطراز الصيني
تضم بداخلها عددًا كبيرًا من القبور بعضها كبير و بعضها صغير و بعضها مبالغ في وضع القبر و بعضها أرضي لا يرفعه عن الأرض شيء , كما أن بعضها يبدو قديمًا و دارسًا لم يعرف حتى تاريخ حفره أو من توفي به , و جميعها مصفوفة بطريقة منظمة .
بعض الأضرحة ذات بناء مختلف بعض الشيء ربما تعود لعصور مختلفة كهذا الضريح الذي نمت فوقه شجيرة صغيرة .
ضريح كبير تحوطه جدران اسمنتية و منقوش عليه بالحجر بعبارات صينية و قليلة عربية
بعض القبور الصغيرة المتساوية مع الأرض و المصفوفة بعناية و على شواهدها كتابات بالعربي و الصيني و في بعضها أسماء عربية وفوق أغلبها نمت الأشجار و الحشائش .
مثل هذه الشواهد و لكم أن تحكموا مقدار تأثير الإسلام في هذه المنطقة و استمرار اعتنقاهم و تمسكهم به رغم وجود فترات تدهور و انحطاط للمنطقة العربية و الإسلامية قابلته فترات انعزال و تحجم صينية .
بوابة المقبرة من زاوية أخرى و يظهر مدى العناية و الترتيب التي تحظيان به من قبل القائمين عليها لدرجة أنك لن تصدق أنها لقبور حقيقة و قديمة في أغلبها .
بعد خروجنا من المقبرة تمتد أمامنا ساحة واسعة باتجاه المسجد تحفها الأشجار الباسقة و المثمرة , مما يعطيك نفسًا عميقًا من البهجة قبل دخولك للمسجد لتملأ روحك باليقين و الإيمان بالله سبحانه و تعالى .
وهذه بعض المشاهد من الساحة :
تركنا الروضة و المقبرة خلفنا و اتجهنا نحو المسجد في ممرات أنيقة مرصوفة بعناية فائقة و أنيقة من الرخام و الحجر الرمادي الفاتح و مازالت الأشجار المختلفة و الحشائش تملأ الفراغات التي لم تملأها الأحجار و الأرصفة , مما يعطيك شعورًا يستطيع أن يملأك بروحانية المكان
نظرة للخلف حيث المقبرة فوق امتداد أخضر و مشجر
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) – النور
أمامنا يمتد ممر جميل من بين مرات كثيرة - مخصصة أيضًا لذوي الاحتياجات الخاصة - تقودك إلى حيث المسجد الجديد المتجدد في بنائه و القديم بعهده و بمقامه , على الطراز الصيني بقرميده الأخضر يكلل السقف و أعمدته الحمراء الأنيقة , قد لايبدو أنه يختلف كثيرًا عن المنازل الصينية الطراز أو حتى المساحات في قصور الصين التاريخية , لكنه إسلامي النكهة بطراز صيني .. لكنك لم ترَ إلا اللحاء , فلم ترى اللب بعد .
قبل الوصول للمسجد وجدنا مبنى صغير على اليمين فإذا به مخصص لصعود ذوي الاحتياجات الخاصة للصلاة به بكل يسر و سهولة ودون مزاحمة أو صعوبة قد تواجههم للصلاة في مبنى المسجد الأساسي ..
ممر يقود إلى المسجد مباشرة بين الأشجار وكأنك أمير يحفك المستقبلون ..
المسجد و على يمينه مصلى ذوي الاحتياجات الخاصة
منظر متجاور آخر لمقدمة المسجد
بين مصلى ذوي الاحتياجات الخاص و مبنى المسجد الأساسي يقع ممر صغير هابط بدرجات أنيقة من نفس اللون و التصميم تقود للدور السفلى من المسجد لاستيعاب أعداد المصلين المتزايدة فعليًا أو المتوقعة لاستقبالهم أثناء الألعاب الأسيوية أو في المستقبل باعتبار مدينة جوانزو واجهة صينية يؤمها العرب و المسلمون لممارسة ماينفعهم في حياتهم الدنيا دون نسيان ماينفعهم في حياتهم الأخرى .
ممر بدرجات حجرية تقود للدور السفلى للمسجد يسار , و على اليمين مدخل أماكن الوضوء
و على يمين الممر تقع أماكن الوضوء النظيفة جدًا أسفل المصلى الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة مع أماكن مخصصة للأحذية , و يحتوي مصلى الدور السفلى على عدة أبواب تسهل دخول وخروج المصلين الكبيرة خصوصًا أيام الجمع و الأعياد .
أحد بوابات الدور السفلي و يظهر بعض عمال و عاملات النظافة
لم أكن أتوقع أن أجد أحدًا في هذا الوقت ( بعد الظهر ) متواجد في المسجد , لكني وجدت بعض المصلين أو الذي جاءوا للصلاة فاطمأنت نفسهم لأخذ قيلولة بعد ظهر مشمس , أو يقرآون آيات من القرآن تعمر بها قلوبهم و تطمئن في بيت الله .
صيني يستعد للمغادرة بعد آدائه للصلاة
وآخر طابت نفسه لقراءة القرآن بكل خشوع
في كل ركن رأيت الناس خاشعة كـأنما مسهم نوع من السقم
تبكي عيونهم دمعا ولـو قدروا لسال دمعهم مستمزجــا بدم
صورة مقربة المسجد الأساسي
صعدنا للأعلى حيث ساحة المسجد الأساسية و المصلى الرئيسي , حيث ترى أن واجهة المسجد الأمامية عبارة أن أبواب خشبية على طول الواجهة الأمامية , فلا حواجز هنا تعوقك عن الرؤية أو تحجزك عن رؤية الداخل إن كنت في الخارج أو في للخارج إن كنت داخله , و كأنهم يشيرون بذلك إلى ماينبغي أن يكون عليه المسلم الحقّ , سريرته تكشفها ملامحه و العكس أصح . تعلو الأعمدة الحمراء القرميدية اللون مشربيات خشبية على شكل قباب إسلامية تعطي الواجهة الصينية الطراز بعدًا إسلاميًا بلمسات فنية أنيقة رغم إيغالها بالبساطة .
صورة أخرى مقربة لواجهة المسجد بلوحته السوداء باللغتين العربية و الصينية
صورة مقربة لإحدى مادخل المسجد بواجهة مفتوحة من درفات الأبواب
بعد دخولنا من خلال الباب , تستمر نفس الخطوط و التصاميم في الانتقال معك , وهو منهج متبع في كامل تصاميم المسجد حيث تنتقل من مشهد لآخر بشكل تدريجي لا يجعلك تشعر بالوحشة أو تصدمك تباينات الألوان و التصاميم
مشهد من المدخل لداخل المسجد
الأعمدة الإسمنتية الحمراء تنتقل معك كما هي بالخارج بسقف مائل كما يبدو من الخارج لكنه من الداخل أبيض يعكس صفاء الإسلام و روحانيته تتخله ألوان حمراء تكسر الرتابة في التصميم و توحد بينها و بين أعمدة المسجد و الأعمدة الحاملة للسقف , و تتدلى من السقف ثريات بيضاء اللون و جميلة الشكل بخطوط ذهبية أعطتها شكل فخمًا و أنيقًا .
تتدلى من السقف ثريات بيضاء مذهبة
مشاهد متنوعة للمسجد من زوايا مختلفة :
صيني يؤدي الصلاة خلف أحد أعمدة المسجد
مدخل جانبي لجدار المحراب
تكسو أرضية المسجد سجادة خضراء اللون ذات خطوط ذهبية و تصاميم إسلامية الطراز , و النوافذ الخشبية ذات تصميم إسلامي جميل تسمح لضوء الشمس بالدخول بلطف لا يزعج المصلين و يمنح العين رؤية ملامح المسجد في ضوء النهار دون الحاجة للإضاءة الكهربائية دائمًا .
أرضية المسجد بسجادته الأنيقة
و باستمرار البساطة في التصميم نجد المنبر و المحراب بلونه الخشبي الداكن في منتصف الجدار القبلي دون مبالغة في وضعه أو حتى مايشغلك بالبهرجة و الفخامة التي تكون أكثر من اللازم أحيانًا , لكنها في هذا المكان جمالية ببساطتها و بسيطة بجماليتها .
المحراب البسيط و أمامه سجادة و كوفية الإمام
منظر جانبي للسقف و يظهر به طريقة تصميمه الجميلة و البسيطة
بعد تحية المسجد و آداء صلاة الظهر في هذا المسجد الجميل أكملت جولة أخرى للتصوير في أركان المسجد الجميل و التي تحتاج لالتقاط الكثير من الصور للإحاطة بكل التفاصيل داخله و خارجه على امتداد الساحة كي تستشعر حقيقة الجمال ..
مشهد من أمام المحراب لواجهة المسجد من الداخل
صورة جانبية لدرفات الأبواب الخشبية من الداخل
عند الخروج أكملنا جولتنا في التصوير في الجهة الأخرى للمسجد في الزاوية اليمنى للمسجد من الخارج حيث تقع أماكن للوضوء لمن يأتي من الجهة الأخرى و تقليل الإزدحام في أماكن الوضوء في الرئيسية في الجهة الأخرى .
أماكن الوضوء في الجهة اليسرى و لقطة أخرى للمسجد من الزاوية اليمنى
صورتان للمسجد من الجهة اليمنى تظهر جماليته من الزاوية هذه :
و عند الابتعاد عن المسجد بعد الخروج تأبى نفسك إلا أن تلتفت للخلف لتشاهده مرة أخرى و تملأ عينيك بروعته مرة أخرى و ليست أخيرة بالنسبة لمقيم مثلي له زيارات كثيرة و نوايا أخرى ليس من ضمنها التصوير و الإستطلاع بطبيعة الحال .
لقطة أمامية للمسجد تظهر بعض التفاصيل الأخرى
عند العودة نحو بوابة الخروج تتسع المساحة و تصغر بنفس التصميم و الجمالية نجد أمام الروضة بالضبط في مساحة صغيرة نصبًا صغيرًا معلقًا على جداره بعض اللوحات الحجرية محفورة فوقها بحروف صينية تبدو أقدميتها في العهد و الزمن رغم أحدثية النصب , و هذه بعض مشاهد النصب من زوايا مختلفة :
لوحة تبدو حديثة لواجهة النصب , ربما تشرح ماتحويه بقية النقوش
اللوحات الحجرية من زاوية أخرى وهي كثيرة
قرأت قبل فترة طويلة عن وجود نصب يشرح بعض الاحداق التاريخية المهمة التي مرت على المكان و أثر و تأثر بها المسملين خلال عهود الصين المختلفة . كما يوجد نصب حجري آخر يقع به لوح حجري منحوت بحروف صينية تبدو عليه الحداثة , ربما لمحاكاة ماقام به الأولون و نقل صورة تاريخية أخرى حديثة كما فعل السابقون .
نصب حجري حديث كما فعل السابقون
ومع بدء خطوات الخروج تنتهي رحلة التصوير كما بدأناها أول مرة عبر الممر الحجري و بزاوية تنقل جانبًا آخر للمر :
و في آخر الممر كما بدأنا من عند البوابة الرئيسية كما تبدو من الداخل جميلة كما هي من الخارج في أول صورة , نختم آخر صورة
البوابة من الداخل بقبته الخضراء الجميلة
إلى اللقاء في الجزء الثاني سمير محمد جوانزو- الصين تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر
للاشتراك في قروب أبو نواف ضع بريدك هنا للمشاركة قم بإرسال مشاركتك على البريد التالي : abunawafgroups@yahoo.com |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق